الحق في البيئة الصحية

7:07 م

 

تطور الحق في البيئة الصحية

في العقود القليلة الماضية تزاید الوعي بالآثار المدمرة للتلوث البيئي على الإنسان ونوعية الحياة التي یعيشها زیادة ملفتة للنظر، وتنامي هذا الوعي في أعقاب التدهور الشدید الذي أصاب البيئة العالمية –على الأرض وفي الماء والهواء – على مدى القرنين الماضيين. وإذا كان للأنشطة البشریة انعكاس سيئ دائماً على الطبيعة، فقد تزایدت الآثار السلبية لهذه الأنشطة زیادة مضاعفة خلال تلك الفترة الزمنية. ویبدو أن هناك اتفاقاً عاماً في الرأي على الآثار الناجمة عن عدد محدود من التغيرات في هذا الصدد. من هذه التغيرات النمو السكاني الذي بدأ أصلاً في أوروبا، حيث ارتفع تعداد السكان من حوالي 80مليون نسمة عام 1500 إلى 266 مليوناً بنهایة القرن التاسع عشر، واقترن هذا النمو بقطع الغابات وتلوث المياه واستنزاف خصوبة التربة بسبب الاستخدام المفرط. وكنتيجة جزئية لظروف الازدحام بدأالسكان في الرحيل من أوروبا إلى قارات وأماكن أخرى، بما في ذلك الأمریكيتين وأفریقيا وأجزاء من آسيا، حيث ارتفع تعداد السكان في هذه المناطق ارتفاعاً مضاعفاً في العقود الأخيرة.واقترنت هجرة الأوروبيين والاستعمار الأوروبي بعقلية تشجع على استغلال الأرض ومواردها الطبيعية، مما كان له تأثير واسع على الأوضاع البيئية على مدى الأعوام المائتين الماضية. وفي القرن الماضي، تبنت المجتمعات الاشتراكية منهجاً استغلالياً مماثلاً تجاه الأرض، مما ترتب عليه معاناة الدول الاشتراكية بدورها من تدهور بيئي خطير. وفي تطورات مرتبطة بهذه الأوضاع، قدم العلم والبحث العلمي المرتبط بالسلطة السياسية والاقتصادیة منافع جمة للبشریة، إلا أنه أدي أیضاً إلى خلل خطير في البيئة، تجلت أفظع صوره بلا شك في القنبلة الذریة.
ولكن بطبيعة الحال لم تنتهج جميع الثقافات هذا النهج، حيث حاول بعضها مقاومة التغيرات التي أملتها الرأسمالية والعلم؛ بما فيها الأضرار البيئية. فعلى مدى عدة قرون ظل بعض الأوروبيين یعربون عن احتجاجهم على الأضرار البيئية السلبية التي حدثت في بلادهم نتيجة الثورة الصناعية وما ارتبط بها من تغيير. وفي أعقاب الحرب العالمية الثانية، اشتد القلق بدرجة آبيرة بشأن تراآم الآثار السلبية لكل هذه التطورات على البيئة، وبدأ الدمار البيئي الذي ظهر واستمر في الظهور في بلاد مختلفة حول العالم یوثق ویناقش على نحو مطرد

الوضع العالمي الحالي

تميزت الفترة ما بعد انعقاد مؤتمر ریو بظاهرة العولمة. وعلى الرغم من أن النمو الاقتصادي الذي تدعمه العولمة سمح لبعض الدول بخفض نسبة من یعيشون في الفقر، فقد تزایدت حدة الفقر والتهميش في دول أخرى. وشهد عدد كبير جداً من الدول تردي الأحوال الاقتصادیة وتدهور الخدمات العامة، آما ارتفع التفاوت في الدخول فيما بين الدول المختلفة وفي داخل الدولة الواحدة، وساءت مشاكل البطالة. وتشير وثيقة برنامج الأمم المتحدة للبيئة المعنونة "التوقعات البيئة العالمية" ( 1997 )، إلى أنه خلال نفس الفترة قد استمر التدهور في حالة البيئة العالمية، مع تزاید انبعاث المواد السامة والغازات المسببة لظاهرة "الاحتباس الحراري"، وعدم تراجع معدلات استئصال الأشجار، واستمرار تقلص التنوع الحيوي.


شارك الموضوع مع اصدقائك:

0 التعليقات:

إرسال تعليق