التلوث البيئي في مملكة البحرين

11:40 م

التلوث البيئي في مملكة البحرين




التلوث البيئي عبارة عن خلل في النظام البيئي لسوء السلوك البيئي غير الواعي للانسان الذي أدى إلى قائمة من المشكلات البيئية المعقدة التي تواجهها الجماعات البشرية محليا واقليميا وعالميا.
أجبرت البشرية عموما على دفع ثمن غالٍ نتيجة شتى أنواع التلوث، الذي خلفة الانسان أولا وأخيرا لقلة ممارسة مهارات الوعي الصحي والبيئي في أنماط ممارسات حياته اليومية، فقد بلغ التلوث حدا لا يمكن السكوت عنه برا وبحرا وجوا في مملكة البحرين بالذات بسبب غياب أو قصور أو تحديث التشريعات والانظمة والقوانين التي تنظم سياسة الخطط السكانية التنموية بتناسب طردي مدروس مع النمو الاقتصادي والانشطة التنموية الصناعة الأخرى، ما شكل ضغطا متزايدا على الموارد الطبيعية المحدودة المتجددة منها وغير المتجددة. وخصوصا ان الكثافة السكانية بلغت في البحرين (915) للكيلومتر الواحد في 2001م، وبذلك تضاعفت النسبة أكثر من مئة مرة مقارنة بمتوسط الكثافة السكانية في مجلس التعاون الخليجي (أ. عبدالغفار. دراسة حول توقعات السكان والعمالة لغاية العام 2050م). نتيجة ذلك وبالدرجة الرئيسية تشكو البيئة البرية في البحرين من التصحر وزحف المدن على الرقعة الزراعية، والزحف العمراني بتآكل مناطق سواحل البيئة البحرية بسبب اقامة المشروعات مثل مد الجسور والدفن والردم العشوائي لتشييد المجمعات والمدن السكنية ومحطات الكهرباء والمصانع والشركات. بجانب تلوث الهواء والتربة والماء الذي يهدد الثروة النباتية والحيوانية والسمكية. بالإضافة إلى نضوب المياه الجوفية التي كانت تشتهر بها البحرين ويستغلها المواطن البحريني في الشرب وري المزروعات والبساتين وسقي الحيوانات ومن أهمها عين عذاري وعين أبوزيدان وعين أم الشعوم وعين السفاحين وعين الحكيم وغيرها... والتي كانت تعتبر الموطن الطبيعي والنظام البيئي المناسب لنمو أنواع من النباتات والحشرات والحيوانات البرمائية كالسلاحف والضفادع... وغيرها، التي أصبحت نادرة الوجود الآن في بيئة البحرين.
كما أثرت التفجيرات للتنقيب عن آبار النفط في البيئة البحرية على معظم ينابيع المياه الصالحة للشرب للبحارة والتي كانت موطنا لتكاثر بعض أنواع المحار الذي اشتهرت البحرين به قديما في انتاج الأنواع النادرة من الآلئ الطبيعية. ناهيك عن الضغط المتزايد على المرافق العامة في المملكة مثل المستشفيات والمراكز الصحية والمدارس والاسواق والمجمعات ومواقف السيارات... الخ، ما يؤدي الى تزايد تلويث الهواء بالمعدلات المرتفعة للغازات السامة والخانقة من كثرة استخدام وسائل المواصلات المختلفة، كما يضيف البناء العشوائي للمصانع والشركات والكراجات ومحطات توليد الكهرباء، وتشييد مصانع «الكنكري» والرمل وورش عمل النجارات داخل حدود المناطق السكنية عبئا ثقيلا وتقليصا لمساحة الرقعة السكانية بالنسبة إلى الفرد ومعدل نصابه من ماء وهواء وأرض في البيئة المحيطة وبالتالي من الموارد والمرافق والخدمات العامة... الخ ما يؤثر سلبا على صحة المواطن والمجتمع والبيئة. أما بالنسبة إلى البحر فإن موقع البحرين الجغرافي القابع وسط الخليج العربي جعل منها على مدى العصور محطة تجارية مهمة للانشطة الاقتصادية المختلفة.
ومن أهم أسباب تلوث وتدهور البيئة البحرية في مملكة البحرين: التلوث بالنفط بسبب النقل البحري وبضمنه عمليات تنظيف خزانات النفط قرب السواحل وتفجير آبار النفط إبان حرب الخليج وغرق وكوارث ناقلات النفط بالاضافة إلى مخلفات معامل التكرير ومحطات توليد الكهرباء ومحطات تحلية المياه والتلوث بمياه المجاري والصرف غير الصحي والتلوث بالمعادن من مخلفات ونفايات الاصباغ للمصانع وعمليات الحفر والردم وعمليات التفجير للتنقيب عن النفط... ولم تسلم البيئة البحرية وجزرها المرجانية من آثار الفن العشوائي لتشييد الجزر السياحية والصناعية على حساب جزر المرجان الطبيعية... ناهيك عن الصيد الجائر بشباك محرمة دوليا والضغوط المتزايدة جراء تزاحم السفن والقوارب على سعة المياه البحرية للخليج العربي، إذ ان طاقة الاستيعاب لا تتعدى سوى 73 سفينة، ولكن عدد السفن والقوارب في مياه الخليج يفوق بكثير، إذ بلغ 2274 قاربا وسفينة.
كل هذه العوامل من جهة ساهمت في تعريض صحة المواطن والمجتمع والبيئة وخصوصا في البحرين بطريقة مباشرة أو غير مباشرة لأخطار متنوعة تدق ناقوس الانذار والحذر، ومن جهة اخرى قصور تطبيق وتنفيذ القوانين والمراسيم المشروعة في المملكة، التي ساهمت بشكل رئيسي في جعل الصحة والبيئة عرضة لخطر الملوثات بأنواعها... ناهيك عن الكلفة الباهظة اللازمة للصيانة.
هذا كله يمكن الحد منه إذا ما توجهنا صادقين ومؤمنين إلى التعريف بأهمية التربية والتوعية والتثقيف الصحي والبيئي للمواطنين في حملاتنا الانتخابية التوعوية وتفعيل بنود قانون البلديات وخصوصا ما جاء في المادة 19، والدعوة إلى تبنيها من منطلق العمل بها على مستويات متنوعة
وتحت وطأة هذه الصرخات والدعوات، تحركت الحكومات والمؤسسات الرسمية، وامتد الاهتمام بالمحافظة على صحة الفرد لسلامة المجتمع والبيئة وحمايتها من الاخطار التي تتعرض لها، إلى اعلى المستويات الدولية، وأصبح ضمان سلامة الصحة والبيئة والحرص على استثمار مواردها الطبيعية الاستثمار الأمثل، وتأمين صحة الانسان والبيئة، هاجسا يؤرق جميع الأمم والشعوب على جميع المستويات والاصعدة الدولية... وقد قويت الدعوة من اجل (بيئة انظف وحياة اجمل) حتى أصبحت من ضمن خطط واستراتيجيات الاحزاب السياسية... تقاس قوتها وعمقها بتبني قضايا الصحة والبيئة، وذلك لضمان الفوز في الانتخابات والبلديات، والكسب المادي والمعنوي للمقاعد في البرلمانات والمناصب القيادية في الدول المتقدمة.
وللتعرف على مفهوم الصحة نورد ما ورد عن منظمة الصحة العالمية. فالصحة: حالة من المعافاة الكاملة جسميا ونفسيا واجتماعيا، لا مجرد الخلو من المرض والعجز.
وللتعرف على مفهوم البيئة نورد التعريف الآتي بحسب ما ورد واتفق عليه في المؤتمرات العالمية للبيئة. فالبيئة: هي الإطار الذي يعيش فيه الانسان... يتأثر به ويؤثر فيه، وهو يتمثل بما فيه من تربة وماء وهواء، وبما يحتويه من كائنات حية حيوانية ونباتية ومكونات جمادية تربط بينها علاقات متبادلة

التلوث البيئي في مملكة البحرين



شارك الموضوع مع اصدقائك:

0 التعليقات:

إرسال تعليق