إعادة تدوير التكنولوجيا للحفاظ على البيئة

7:02 م


 

إعادة تدوير التكنولوجيا للحفاظ على البيئة

البيئة ذلك الوسط الذي نعيش فيه وبعوامله وظروفه يساعدنا على الإستمرار في الحياة، بات وسطاً يهدده الإنسان بفعل نشاطاته وأعماله اليومية الخاطئة التي تزداد مع مرور الوقت. إلا إن الصحيح أيضاً إن تلك النشاطات التي قام بها الإنسان خلقت الكثير من الأدوات التي يمكن إستخدامها وتفعيلها في سبيل الحفاظ على البيئة وتحسين المناطق التي تضررت بفعل عوامل عديدة والعيش من جديد في مناطق باتت نائية بفعل التلوث.
آلات التدوير الصناعي كانت إحدى النتائج الباهرة التي أمكن الوصول إليها لإعادة إستخدام ملايين الأطنان من المخلفات اليومية التي يتركها الإنسان ورائه. فكانت أن نشأت معامل تدوير البلاستيك والمعادن والورق والزجاج إلا إنه في كثير من الأحيان لا يمكن التخلص من كل المخلفات، خاصة الأجهزة الإلكترونية التي تعد اليوم واحدة من أكبر مصادر النفايات وأسرعها نمواً وقد تحتوي على ٦٠ عنصراً كيمياوياً مختلفاًفي بعض الأحيان. فالنجاح الذي حققته تكنولوجيا المعلومات والإتصالات سرّع من نمو المخلفات الإلكترونية، فكان الإنتقال من التلفزيون التماثلي إلى التلفزيون الرقمي وشبكات الإتصال من جيل إلى جيل، جعلت الإنسان    مستهلكاً كبيراً لتلك الأدوات التي لا تتوقف عن طرح جديدها في الأسواق.
عملية التدوير بالإضافة إلى فوائدها على البيئة من الممكن أن تكون أيضاً عملية تجارية سليمة. ففي عام ٢٠٠٨ قام معمل في مدينة كيب تاون بجنوب أفريقيا بالتخلص من ٦٠ طناً من المعدات الإلكترونية حققت نحو ١٤٠٠٠ دولار أمريكي ووفرت فرصة عمل لحوالي ٢٠ فرداً. قام هؤلاء العمال بتجديد بعض اللوحات الإلكترونية وأجهزة الهواتف الخلوية المستعملة وإعادة بيعها بأسعار رخيصة ومرضية، كما قاموا بتصنيع بعض المجوهرات من بعض المواد التي كانت بين أيديهم.

الأفراد والجمعيات الأهلية بإمكانهم الحد من إنتشار المخلفات الإلكترونية من خلال التوعية والإرشاد، فليس بالضرورة إستبدال جهاز الكمبيوتر كل سنة أو الهواتف الخلوية أكثر من مرّة خلال العام الواحد. الأجهزة الإلكترونية المستعملة ليست دائماً غير سليمة فهي تكون أيضاً إقتصادية وفي نفس التوقيت تحد من ظاهرة المخلفات من خلال إعادة إستعمال المواد المستهلكة سواءً كانت إلكترونية أو غير ذلك،فالكثير منها متوفر في مواقع الإعلانات المبوبة وبأعداد كبيرة ومتنوعة.

البيئة هي مسؤولية الجميع ولا يمكننا اللوم على البعض دون الآخر إبتداءً من المعامل وشركات التصنيع الكبرى صاحبة النصيب الأكبر من تلك المخلفات وصولاً إلى الفرد، المستهلك المباشر لكثير من تلك المنتوجات.

شارك الموضوع مع اصدقائك:

1 التعليقات: