العلاقة بين التلوث وسلامة البيئة

1:23 ص
 العلاقة بين التلوث وسلامة البيئة


البيئة هي كل ما يحيط بالإنسان من موجودات؛ من ماء وهواء، وكائنات حية، وجمادات، وهي المجال الذي يمارس فيه الإنسان حياته، ونشاطاته المختلفة.
وللبيئة نظام دقيق متوازن صنعه خالق عظيم، ومدبر حكيم، {صنع الله الذي أتقن كل شيء} [النمل: 88]. ولكن جاءت يد الإنسان لتعبث بكل جميل في البيئة، تهدد الأخضر واليابس، فكان ذلك الشبح المدمر؛ ألا وهو (التلوث) الذي أصاب معظم عناصر البيئة
مظاهر التلوث:
ومظاهر هذا التلوث متعددة منها:
- ثاني أكسيد الكربون، الناجم عن الكميات الهائلة من الوقود التي تحرقها المنشآت الصناعية، ومحطات الوقود ومحركات الاحتراق الداخلة في وسائل النقل والمواصلات، والتي ينجم عنها كذلك، ثاني أكسيد الكبريت.
- وأول أكسيد الكربون الذي يضر بالجهاز التنفسي.
- الشوائب والأبخرة، والمواد المعلقة مثل: مركبات الزرنيخ، والفوسفور، والكبريت، والزئبق، والحديد، والزنك.
- مركبات (الكلوروفلوروكربون) وهي غازات تنتج عن استخدام الثلاجات، وبعض المبيدات، وبعض مواد تصفيف الشعر، أو إزالة روائح العرق، والتي تستخدم بكثرة في المنازل وكذلك في المزارع.
- التلوث الناجم عن استخدام المنظفات الصناعية والفلزات الثقيلة، والمواد المشعة، والمبيدات الحشرية، والمخصبات الزراعية، ومخلفات ناقلات البترول، ومياه الصرف الصحي، ومياه الصرف الصناعية، التي تحملها إلى الأنهار والبحيرات، وتؤدي إلى تكوين طبقة سميكة من الرغوة، تؤدي إلى عزل المياه عن أكسجين الهواء، وبالتالي النقص في كمية الأكسجين الذائبة في المياه، مما يؤدي إلى قتل ما بها من كائنات حية.
- خطر التجارب النووية؛ التي تسبب التلوث في الماء والهواء والصحراء.
- الضوضاء؛ والتي يترتب عليها العديد من الأضرار الصحية والنفسية، حيث تؤدي إلى اضطراب وظائف الأنف والأذن والحنجرة، وتؤثر في إفراز بعض الهرمونات الضارة في الجسم، وتؤدي إلى الاضطراب في بعض وظائف المخ، والأخطر أنها تؤدي إلى ظهور مشاعر الخوف والقلق والتوتر لدي الأفراد، كما أن المصابين بالاكتئاب هم أكثر الناس حساسية للضوضاء.
- العديد من المصادر الطبيعية؛ كالعواصف، والزلازل، والبراكين، والأعاصير، والفيضانات، وغيرها.
لمجتمع الإسلامي في مواجهة هذه المشكلة عليه أن يلتزم آداب الإسلام في السلوك والتعامل مع الطبيعة من حولنا من منطلق الاستخلاف في الأرض لإعمارها.
ولكن ما دور المسلم؟
إن دوره في:
- الحرص على نظافة المكان الذي يعيش فيه، سواء أكان بيته أو مدينته لأن النظافة أساس كل تقدم ورقي، وعنوان الحضارة، ومظهر من مظاهر الإيمان.
- تجنب الضوضاء، والحرص على أن يُعَوِّد أبناءه الهدوء، فهو بحق قيمة سامية ومظهر للحضارة الإسلامية، وقيمة حرص ديننا الحنيف على تأكيدها والدعوة إليها، قال تعالى: {واقصد في مشيك واغضض من صوتك إن أنكر الأصوات لصوت الحمير}
- الحرص على زراعة ما حوله، من فراغات بالزهور وغيرها، وتزيين منزله وما حوله بالأشجار والنباتات، وتعليم الأبناء المحافظة على الأشجار والزهور والنباتات الموجودة في الأماكن العامة والخاصة، مع توعيتهم بأهمية زراعة الأشجار والزهور في حديقة المنزل أو داخله؛ ليتذوقوا الجمال ويحرصوا عليه.
- التخلص من القمامة بطريقة سليمة؛ لمنع انتشار الأمراض، ونقل العدوى، فلا يجب وضعها أمام المنزل أو خلفه، حتى لا تكون عرضة للعبث فتتناثر بصورة تتجمع عليها الحشرات، فتشوه صورة البيت وتضر أهله، وكذلك الحرص على عدم إلقائها من الشرفات والنوافذ.
- التخلص من المخلفات الصلبة؛ كالأوراق، والصناديق، وقطع القماش القديمة، والزجاجات الفارغة، والعلب المعدنية، وبقايا الطعام التي أصبحت من أهم مصادر التلوث؛ لأن تراكمها وتجمع المياه حولها يجعلها مرتعًا للحشرات والميكروبات ومصدرًا للرائحة الكريهة. فعلى المسلم أن يحرص على الاتصال بمكتب الصحة وإخطاره بأماكن القمامة للتخلص منها.
- الحرص في التعامل مع المياه، وعدم الإسراف في استخدامها، وكذلك عدم تلويثها بإلقاء القاذورات فيها.
- الحرص على إدخال الشمس إلى مختلف الحجرات؛ لتقضي على الحشرات والميكروبات وتمنع تكاثرها وتحد من نشر

الأمراض والأوبئة

الحذر عند استعمال المنظفات الكيماوية، والمواد السامة، والتقليل منها ما أمكن، لأنها تؤثر على طبقة الأوزون، التي تحمي الأرض من أشعة الشمس الحارقة، والأشعة الأخرى الضارة.
- استخدام المرشحات التي تقي البيئة من العوادم الناجمة عن استخدام الوقود وغير ذلك، وكذلك استخدامها في الأجهزة المنزلية التي يترتب عليها ظهور عوادم ضارة كمدخنة المطبخ وغيرها.
- نشر الوعي البيئي بين الأبناء، لتوسيع آفاقهم ومداركهم حول حب العالم والكون بما فيه، ومن فيه، وكذلك نشر هذا الوعي بين الجارات والأقارب وتوجيه النصح والإرشاد لهم، والتعاون على مواجهة هذا الخطر، لما فيه صالح الفرد، والمجتمع، بل والعالم أجمع.
إن الله قد خلق لنا الكون كله، وأبدع لنا الطبيعة من حولنا، وجعلها مسخرة لخدمتها، فهي أمانة بين أيدينا، واستغلالها يجب أن يقترن بقدر تحقيق المنفعة الخاصة مع الحفاظ على المصلحة العامة.
طرق الحفاظ على البيئة المثلى وتلافي مسببات التلوث
اعتادت النفس البشرية على تقبل النصح الإيجابي والتذمر من الزجر والأوامر وفي كل الحالات غير صياغة الأوامر والتحذيرات بصورة إيجابية تتقبلها النفس وتستجيب لها قال تعالى لنبيه محمد (ص) : ( ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن )
من هذا المنطلق إذا أردت أت تطاع وتجد الأذن الصاغية فلا تبدأ بالزجر والنهي وإنما ابدأ باللطف فبدلاً من أن نقول لاتترك القمامة مكشوفة ) يمكن القول القمامة المكشوفة مرتع لتكاثر الذباب الذي ينقل الأمراض .‏
(امتنعوا عن التدخين ) يمكن القول دخان السجائر يفسد الهواء الطبيعي الداخل للجهاز التنفسي .‏
التلوث داخل المباني :‏
إن منازلنا ومكاتبنا بواقعها الحالي تتعرف للعديد من مصادر التلوث البيئي وهناك أنواع عديدة من الملوثات غاية في الخطورةعلى صحة الانسان تهاجمنا في منازلنا ومدارسنا فتصيب أطفالنا وتجعلهم معلولين .‏
مصادر التلوث :‏
الاستخدام السيء لملطفات الجو المختلفة وتربية الحيوانات الأليفة مثل الطيور والكلاب والقطط والأوضاع غير الصحية وعشوائية تركيب أجهزة التكييف و التبريد والتدفئة والتدخين داخل المباني وازدحام حركة المرور في شوارع بما تنفث من غازات وأبخرة إضافة لما تسببه من ضوضاء وضجيج الاستخدام غير الرشيد للمواد الكيماوية العازلة للحرارة والرطوبة فوق أسطح المباني ,الاستخدام المفرط للسجاد والموكيت وبعض أنواع الأخشاب والأقمشة التي تكسى بها الجدران والأسقف الصناعية والأصباغ مما يتسبب في أغلب الأحيان بوجود شحنات كهربائية داخل المباني تؤدي على المدى الطويل إلى حدوث تأثيرات صحية خطيرة على الانسان والأطفال خاصة .‏
الوقاية من مخاطر التلوث البيئي :
يجب الأحد بعين الاعتبار عدة إجراءات منها :‏
- منع التدخين داخل المباني بصورة عامة .‏
- مراعاة الاستخدام الرشيد للمواد الكيماوية داخل المباني .‏
- إتباع الطرق الصحية في استخدام المواد الكيماوية .‏
- الاستعانة بالمتخصصين في تركيب أجهزة التبريد والتكييف والتدفئة ومراعاة إجراءات السلامة .‏
- عدم الإفراط في استخدام المواد الكيماوية العازلة للحرارة والرطوبة .‏
المخاطر الصحية من سيارات الديزل :‏
تزداد السيارات العاملة بوقود الديزل يوماً بعد يوم نظراً لأن هذا النوع من الوقود أقل استهلاكاً وأرخص كلفة من البنزين ,فالسيارات العاملة بالديزل تستطيع بكمية الوقود نفسها قطع مسافة 20-40% أكثر من تلك العاملة بالوقود العادي ,وقد أدت هذه المزايا إلى زيادة عدد السيارات العاملة بالديزل بنسبة 10-15% من منتصف السبعينات .‏
ومع هذه الزيادة تزايد الخطر على الصحة حيث تنفث محركات السيارات مزيجاً يحتوي على العديد من الغازات الضارة والجسيمات الصلبة المعلقة .‏
وتتوقف كثافة الدخان المنبعث وما تحتويه من ملوثات على نوع الوقود وكفاءة المحرك وبعض هذه المواد المنبعثة يمكن أن تنتقل خلال التفاعلات الكيماوية إلى الهواء إن جزيئات المواد المنبعثة من محركات الديزل تزيد (30) ضعف عن الجزيئات المنبعثة من محركات الغازولين كما أنها تختلف في تركيبها كثيراً عنها حيث أن 80إلى 90% من هذه الجزئيات دقيقة جداً ويسهل انتقالها مع تيارات الهواء وترسبها السريع في الجهاز التنفسي البشري عند الاستنشاق ,ومن هنا جاء الاهتمام بالأخطار المحتملة لانبعاث دخان الديزل سواء من السيارات أو المصانع ومع أن المواد المنبعثة من محركات الديزل هي ذات نوعية تحولية جينية وسرطانية جينية فالاهتمام يتركز لأن على الآثار السرطانية لهذه المواد خاصة في البلاد التي يكثر فيها استعمال محركات الديزل على نطاق واسع .‏
ما هي الطريقة المثلى للتمتع بجمال الطبيعة :‏
- النظافة لا ترمي النفايات والفضلات في غير الأماكن المخصصة لها فهي من أخطر ما يكون على الصحة العامة فلابد للتخلص منها بطريقة سليمة والتذكر أن النظافة من الأيمان .‏
- الرفق :يقول النبي محمد (ص) (الرفق لا يكون في شيء إلا زانه ولا ينزع من شيء إلا شأنه ) فكن رفيقاً بما حولك من عناصر البيئة وخاصة الهشة والحساسة منها .3- الحرص : لا تستعمل المواد الكيماوية كثيراً إلا عند الضرورة ولا تسرف باستخدام المبيدات فهي ضارة بصحة الإنسان والبيئة .‏
-الرحمة :لاتقتل حيواناً أوتقطع نباتاً حياً ولاتوقد النار بفروعه إلا عند الحاجة الماسة إليه ولاتفعل مايترتب عليه الضرر بالكائنات الحية وبيئاتها وتذكر أن الراحمين يرحمهم الرحمن
- الايجابية : باتباع الأنظمة والقوانين والمحافظة على موارد البيئات الطبيعية وجمالها كالتربة والماء والأشجار والحيوانات البرية فإنها ثروة اليوم ورصيد الغد للأجيال القادمة .‏
كيفية حماية البيئة الإنسانية
تمثل حماية البيئة الطبيعية والاجتماعية هدفاً من أهم أهداف الإسلام الحيوية، وتوضح مظهراً من أبرز مظاهر عنايته بسلامة الإنسان وحماية الطبيعة، وحرصه على نظام الحياة وسعادة النوع البشري واستمرار وجوده على هذه الأرض، ذلك لأن سلامة النوع البشري وما تعايش معه من مخلوقات حية، أو ذات علاقة بها كالتربة والماء والهواء منوطة بحمايتها من التلوث والتخريب.

شارك الموضوع مع اصدقائك:

1 التعليقات: