تأثير النفايات النووية على البيئة

12:06 م

إن متوسط إنتاج المفاعل النووي التجاري من النفايات النووية المتوسطة والمتدنية القدرة على الإشعاع هو 300 م3 سنوياً، فضلاً عن نحو 30 طناً سنوياً من المواد الصلبة الشديدة الإشعاع. وتنتج المفاعلات في العالم سنوياً نحو 12000 طناً من الوقود المستنفذ العالي الإشعاع، وقد بلغت كمية النفايات النووية في العالم عام 2010 ما يزيد عن ثلث مليون طناً، أغلبها يتم خزنه في موقع المفاعل أو يتم إرساله لإعادة التأهيل في فرنسا، أو يتم دفنه في مخازن عميقة وأكثر ما يقلق العلماء اليوم ملامسة المياه للنفايات المشعة ووصول التلوث إلى طبقة البيوسفير(14).

 
وهذه التخوفات لها ما يبررها، إذ رصدت تسربات مشعة تحت منشأة هانفورد – واشنطن في الولايات المتحدة الأمريكية(15). والحوادث المتشابهة لا ريب في أنها تتكرر، ولكن الكثير منها يظل طي الكتمان، وبخاصة في المواقع العسكرية.
ويتم التخلص من اليورانيوم المستخدم في تشغيل المفاعلات النووية بعد استخدامه لمدة نحو سنة ونصف السنة، وهو ما زال مشعاً، بعد أن يتم استخدام نحو 67% من اليورانيوم 235. ويستخدم بعض اليورانيوم المستنفذ في إنتاج الأسلحة فيما يتم إعادة تأهيل بعضه الأخر للاستخدام من جديد في المفاعلات النووية، بينما يتم ردم البعض الآخر في طبقات جيولوجية عميقة(16). وفي الحالة الأخيرة، حيث يتم اللجوء إلى دفن النفايات النووية، فإنه لا توجد ضمانات لعدم انتشار التلوث الإشعاعي في باطن الأرض ومن ثم وصوله إلى طبقة البيوسفير خلال مئات الآلاف أو الملايين من السنين الضرورية لاستنفاذ قدرته الإشعاعية (17)، الأمر الذي يهدد انتشاره حول العالم بسرعة كبيرة.
لذلك، يمكننا القول إن معالجة النفايات النووية مسألة في غاية الأهمية والخطورة، وإن التخلص منها في البحار العميقة وتحت سطح الأرض في رمال الصحاري أو الطبقات الجيولوجية العميقة، أو في أماكن مخصصة حيث المفاعل النووي نفسه، لا يعني أن ضررها لن يصيبنا في المستقبل القريب، أو أنه لن يصيب الأجيال القادمة ويلوث مصادر الغذاء والماء الإستراتيجية



شارك الموضوع مع اصدقائك:

0 التعليقات:

إرسال تعليق