غزال دوركاس النادر مهدد بالانقراض في المغرب.. وتبقى منه 150 فقط

11:02 م
 حذر خبراء من مخاطر انقراض واحد من أنواع الغزال النادرة في المغرب والعالم، ويعرف باسم «غزال دوركاس»، بسبب عمليات قنص عشوائي يمارسها صيادون هواة في إقليم آسفي، جنوب الدار البيضاء. وقال هؤلاء الخبراء إن القنص العشوائي أدى إلى تراجع «غزال دوركاس» من 300 رأس إلى 150 غزالة فقط.
ويوجد عدد من هذا النوع من الغزلان في محمية «المصابيح» التي تقع جنوب مدينة مراكش وقريبا كذلك من مدينة آسفي. وتعد هذه المحمية من أقدم المحميات في المغرب، حيث أنشأتها السلطات الفرنسية، خلال فترة ما قبل استقلال المغرب، في عام 1952 بهدف المحافظة على التنوع البيولوجي للحيوانات والثدييات المهددة بالانقراض وعلى رأسها قطيع «غزال دوركاس» الذي يعرف أيضا باسم غزال السهل، وجلب في بادئ الأمر نحو 56 رأسا من غزال دوركاس كان يعيش في المنطقة التي تعرف باسم الحوز، إلى هذه المحمية.

ويطلق سكان المنطقة على المحمية (المحمية الملكية) ذلك أن الملك محمد الخامس وكذلك الملك الحسن الثاني، اهتما بها كثيرا.
وتجذب المحمية السياح والدارسين والمهتمين بعالم الحيوانات والطيور والزواحف والنباتات والأشجار والبيئة، لكن «غزال دوركاس» الذي يعيش في الصحاري شبه المقفرة، في منطقة تمتد من شرق المغرب إلى أواسط الهند، يحظى بالكثير من الاهتمام.
وفي هذا الصدد يقول محمد زكرياء المسؤول عن المحمية لـ«الشرق الوسط» إن أهمية المحمية تتجلى في أنها تضم حاليا 150 غزالة من سلالة «الدوركاس» الذي يتميز بصلابته وقدرته على التكيف مع المناطق الجافة والصحراوية، ويتمتّع بحاسة بصر قوية وكذلك بحاستّي سمع وشم قويتين، وهو يعدو بسرعة فائقة يتفوق بها على جميع الأنواع الأخرى من الغزلان. ويوضح زكرياء أن الغزال حيوان اجتماعي يعيش في قطعان، تساعده حاسة الشم في البحث عن الغذاء، وهو نباتي يأكل العشب والأوراق والغصون، وكذلك براعم النباتات المتجددة في فصل الربيع، ويتغذى من الأوراق والأعشاب العصارية التي تجنبه البحث عن المياه إذ يمكنه أن يقاوم العطش لمدة تصل إلى ثلاثة أشهر.
ويعد غزال الدروكاس من الثدييات ذات الحوافر ويتميز بحجم صغير. يعرف الذكر بقرونه التي توجد على شكل أوتار منحنية إلى الوراء ثم إلى الأعلى على شكل حدوة الحصان. وشعره قصير وناعم. يتراوح ارتفاع الغزال بين 60 و90 سنتمترا ويبلغ وزنه ما بين 18 إلى 25 كيلوغراما، لذلك جسمه ملائم للعدو السريع حيث تتجاوز سرعته 70 كيلومترا في الساعة ويمكنه القفز على ارتفاع مترين. أرجله ورقبته طويلة وطول القرون ما بين 25 سنتم إلى 38 سنتم بالنسبة للذكر و15 سنتم إلى 25 سنتم بالنسبة للأنثى، وطول الذيل 15 سنتم إلى 22 سنتم.
وحياة التزاوج والتناسل لدى غزال دوركاس تكون في فترة تمتد ما بين ديسمبر (كانون الأول) وحتى نوفمبر (تشرين الثاني) أي قرابة سنة كاملة، وتستغرق فترة الحمل 180 يوما، ونادرا ما تضع الأنثى توأمين، وبعد الشهر الأول من الرضاعة يبدأ الغزال الصغير في أكل الأعشاب.
وتضم محمية المصابيح كذلك 108 أنواع من الطيور منها الطيور المهاجرة والعابرة ومن أهم الطيور داخل الموقع النسر والصقر والكروان العسلي والحجل والفري والهدهد والبوم وبوعميرة. وهناك 15 نوعا من الثدييات منها القنفذ والأرنب البري والثعلب، في حين توجد 13 نوعا من الزواحف منها السلحفاة، الحرباء، الثعبان، السحلية..
ويعتقد عبد الإله الخضيري رئيس جمعية حماية البيئة في مدينة أسفي أن «محمية المصابيح» التي تضم عددا من غزال دوركاس، يمكن أن تلعب دورا مهما في جذب السياح والدارسين والمهتمين بشؤون الطير والحيوان والتربة والأشجار والبيئة بشكل عام، ودعا الخضيري إلى فتح أبواب المحمية أمام الطلبة والباحثين والزوار للتعريف بهذا الموروث الثقافي البيئي الذي تتميز به المنطقة، وانتقد الإجراءات الحالية لكل من يرغب في زيارة المحمية، وقال إنها تجعل منها «قاعدة عسكرية» على حد رأيه.
الجدير بالذكر أن سلالة الغزال تعيش في منطقة الحوز من مئات السنين ويختلف الباحثون سواء في القديم أو الوقت الحاضر في تحديد الفترة الزمنية التي عاش فيها هذا النوع من الغزال بالمنطقة، إلا أن حسن الوزان في كتابه «وصف أفريقيا» قال بعد زيارته لمنطقة آسفي «كان الغزلان على أشكال، وفيها الاروى والديب والحجل وأنواع الطير»

شارك الموضوع مع اصدقائك:

1 التعليقات: