المطعم المتحرك للطيور

7:12 م


يُوصَفُ الْفيلُ بأنّهُ مِنصّةٌ متحرِّكةٌ: فهو مَصْدرٌ للْغِذاءِ، وبُرْجٌ لِمُراقبةِ الأعداءِ...


 فالطُّيورُ الّتي تَقِفُ عَلى ظَهْرِهِ تَحصلُ بِسُهولةٍ على وجَباتِ طعامِها الْوَفيرةِ منَ الطُّفَيْلِيّاتِ الْمَوجودةِ في الْجِلْدِ الْخارجِيِّ لِجسمِ الْفيلِ، والّتي تُسبّبُ لَهُ الضِّيقَ وأحيانًا الْمرضَ. لذلكَ تُصبحُ هذِهِ الطّيورُ مُفيدةً وصَديقةً لَهُ، لا يُحاولُ إبعادَها بِذَيْلِهِ أو بِخُرطومِهِ.

 والطُّيورُ من جانِبها، يُسْعِدُها الْجلوسُ على هذا الْمطعمِ الْمُتحرِّكِ. وَتَسْتَخْدِمُ ظهرَهُ الْمرتفعَ بُرْجًا للْمراقبةِ. وبِفَضلِهِ، تَكْتشفُ ما قدْ يتهدّدُها من طُيورٍ جارحَةٍ أو صَيّادينَ منَ الْبَشَرِ يُحاولونَ صَيْدَها لِلْحُصولِ على ريشِها الْجَميلِ.

 الْفيلُ أضخَمُ الْحَيواناتِ الْبَرِّيَّةِ الْحيّةِ جِسمًا، والْموجودُ مِنْهُ الآنَ نَوعانِ: الإفريقيُّ ويَعيشُ جَنوبَ الصَّحراءِ الإفريقيَّةِ الْكُبرى، والآسْيَوِيُّ ويَعيشُ في الْهِنْدِ والْمعروفُ بِالْفيلِ الْهِنديِّ، وبينَهُما فُروقٌ كَثيرةٌ: الْفيلُ الإفريقيُّ جِلْدُهُ رَماديٌّ مُجَعَّدٌ وهو أضخمُ جِسمًا منَ الْفيلِ الْهِنديِّ، فهو يَزِنُ حوالَيْ 6 أطنانٍ، ويَزيدُ ارْتِفاعُهُ على ثلاثةِ أمْتارٍ، وأُذُناهُ أكبرُ وناباهُ أطوَلُ، ويَبلغُ مُتَوَسِّطُ طولِ النّابِ الْواحدِ حوالَيْ مِترَيْنِ، وأرجُلُهُ مُستقيمَةٌ لها أصابِعُ كَالْحَوافرِ، وخُرطومُهُ أكثرُ تَجَعُّدًا، وفي طرفِهِ إصبَعانِ صَغيرتانِ، بينما لِخُرطومِ الْفيلِ الْهِنديِّ إصبعٌ واحدةٌ.

 أمّا الْفيلُ الْهنديُّ فَيَصلُ ارْتفاعُهُ إلى ثلاثةِ أمتارٍ تَقريبًا، ويَزِنُ حوالَيْ 5 أطنانٍ ولهُ نابانِ هائِلانِ وَزْنُهُما حَوالَيْ 70 كغم، وأُذُناهُ على شَكلِ مِرْوَحَتَيْنِ تُغطِّيانِ كَتفَيْهِ، ويرفعُهما حينَ يُحِسُّ بالْفَزَعِ.

الْفيلُ حيوانٌ غَليظُ الْجلدِ ويَمتازُ بِخرطومِهِ الْمَرِنِ والطّويلِ وهوَ ناتِجٌ عنِ انْدِماجِ أنْفِهِ معَ الشَّفةِ الْعُليا، ولهذا فَهُوَ يَشُمُّ بِخُرطومِهِ وكذلكُ يَتناولُ بهِ طعامَهُ الْمُكوَّنَ منَ النّباتاتِ والْفاكهةِ وأوْراقِ الأشجارِ، ويدفعُ طعامَهُ إلى فَمِهِ. وهو يُحبُّ الْماءَ ويشربُ يَوْميًّا 300-400 لترٍ منَ الْماءِ، كَما ويَستحمُّ بالْماءِ كثيرًا لِيتخلّصَ منَ الْحشراتِ.


 يَعيشُ الْفيلُ في قُطْعانٍ كثيرةِ الْعَددِ، وهو حيوانٌ مُطيعٌ وقابلٌ لِلتَّعَلُّمِ لأنَّ لَهُ ذاكرَةً قويّةً.

يَصيدُهُ الصَّيّادونُ كَي يَحصُلوا على الْعاجِ الّذي تتكوَّنُ منْهُ أنيابُهُ. وهو أفضَلُ أنواعِ الْعاجِ لِبَياضِهِ وصَلابَتِهِ. ويُستخدَمُ في صِناعَةِ كُراتِ الْبِليارْدو ومَقابِضِ السّكاكينِ وأدَواتِ الزّينَةِ والزَّخْرَفَةِ.


شارك الموضوع مع اصدقائك:

0 التعليقات:

إرسال تعليق